-A +A
فالح الذبياني (جدة)

«أقسم بالله ثلاثاً أن الدواجن المحلية بريئة من تهمة استخدام الهرمونات وبقايا المضادات» بهذه العبارة أنهى وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم حديثه مع «عكاظ» أمس قبل أن يستقل قطاراً ينقله من الرياض إلى الأحساء للإشراف على مزرعة يملكها تنتج أعلافاً. الغنيم أقر بوجود مشكلة في إنتاج الدواجن مؤكداً أن المنتج المحلي من اللحوم البيضاء لا يبلغ أكثر من 45% من حجم الاستهلاك، والأسعار غير قابلة للتراجع في ظل نقص المنتج الذي يقابله طلب متزايد على اللحوم البيضاء أمام ارتفاع أسعار الأغنام.



• سألت الوزير بداية.. إلى أين تتجه أسعار الدواجن؟

ــ الوزارة لا علاقة لها بارتفاع الأسعار، والشركات تتنافس، وتنتج مئات الآلاف يومياً من الدجاج اللاحم في المقابل هناك استهلاك كبير نتيجة عدم وجود بدائل أخرى في ظل ارتفاع أسعار الأغنام المحلية، وهناك أسباب حقيقية وراء ارتفاع أسعار الدواجن من بينها الأعلاف والمضاربات العالمية نتيجة توقعات الأحوال الجوية، نحن لا نرغب أن تحكم الأسعار المضاربات.

• المستهلك يريد دجاجاً بأسعار منافسة ومعقولة وفي قدرة المستهلك البسيط، هل من جهد لديكم يوقف هذا الجنون في الأسعار؟

ــ لجنة تنظيم وزارية تناقش هذه الأيام كل أسباب ارتفاع أسعار الدواجن، ومتى أقرت اللجنة بوجود زيادة في الأسعار، قد توصي بضرورة دعم مدخلات الأعلاف وبالتالي ينخفض سعر الأعلاف لتنخفض أسعار الدواجن، هذا السيناريو أقرب للإقرار وقد تنخفض أسعار الأعلاف متى استقرت الأحوال الجوية وهطلت الأمطار في بلدان العالم.

• هل ترى أن إنتاج الدواجن المحلية كاف لمواجهة الطلب، ثلاجات الموزعين خالية والدجاج ينفد من الأسواق عند ساعات الفجر الأولى؟

ــ نحن نعترف أن كمية الإنتاج المحلي من إنتاج اللحوم البيضاء أقل من 45 في المائة من حجم الاستهلاك، وهذه مشكلة، لابد أن يبلغ الإنتاج المحلي من حجم الاستهلاك 90%.

• ما الحلول التي ستتخذونها لمواجهة هذا الخطر؟

ــ نحن نشجع المواطنين والشركات لتوسيع الإنتاج، كما أننا ندعم المواطنين ممن يمتهنون الزراعة البسيطة لإنتاج الدواجن من خلال تقديم دعم ومن خلال: إنشاء جمعيات تعاونية يتكتل فيها صغار المستثمرين، وأن أسباب الارتفاع في الدواجن هي الأعلاف والنفوق وهو ما تعمل على معالجته الدولة، ونتوقع خلال خمس سنوات أن يتحسن الإنتاج وتنخفض الأسعار. ولدينا برنامج طموح لمواجهة أمراض الدواجن والأغنام.

• هل ستنخفض الأسعار؟

ــ لن تنخفض الأسعار قبل أن يتحسن الإنتاج، خلال خمس سنوات من الآن. ونجد تحسنا ملحوظا في كفاءة مشاريع الدواجن، وبالتالي تتراجع الأسعار عندما يكون عندنا إنتاج وفير.

• من أين تؤمنون بقية النقص؟

ــ من خلال الاستيراد عن طريق تجار محليين، أما الوزارة فلا تستورد دجاجة واحدة.

• ولكن المنتجين المحليين يشكون الإغراق وتدني الأسعار، ما موقف الوزارة؟

ــ نحن نختلف مع هذه الرؤية، نحن نهدف إلى جعل الوحدات الإنتاجية قوية وهذا ما نأمله، حماية المنتج الوطني من خلال جعله قويا قادرا على المنافسة وليس من خلال «من الحب ما قتل» وهو الإضرار بالصناعة المحلية، صناعتنا في الدواجن قوية ونراقبها بشكل دائم.

• هناك من يتحدث عن هرمونات واستخدام بقايا مضادات في تكثير الدواجن وتسمينها؟

ــ أقسم بالله، أقسم بالله، أقسم بالله أن دواجننا المحلية بريئة من هذه التهمة، وهناك من يقول إن صدور الدواجن كبيرة بسبب الهرمونات وهذا أمر غير موجود، لدينا فرق للأمن الوقائي، تسحب عينات بشكل دوري ومفاجئ ولدينا مختبرات كافية.

• هناك من يقول إن انتفاخ صدور الأطفال والشباب بسبب المضادات المستخدمة في الدواجن؟

ــ هذا الأمر غير صحيح مطلقاً، السبب سوء التغذية وليس هرمونات الدواجن، ولدينا بيوت خبرة من الجامعات وجهات محايدة تزور وتقدم تقارير تؤكد أن المنتج مأمون.

• كم مراقبا لديكم، وكم مزرعة دواجن؟

ــ لدينا في الطب البيطري في حدود 400 شخص يراقبون أكثر من 200 مزرعة، وفق المعدلات العالمية ويفترض أن يكون لدينا 4000 مراقب، وهو ما نعمل عليه بإذن الله، وعملهم مراقبة الدواجن، الأغنام، المسالخ، مصانع الألبان.

• ما أقصى غرامة طبقت في حق مزارع الدواجن؟

ــ غرمنا مزرعة بـ 300 ألف ريال،ليس لأنها تستخدم الهرمونات وإنما لطريقة إدارتها للنفايات والمخلفات.

• هل أفهم من هذا أنها تعيد تدوير النفايات وتستخدمها كأعلاف؟

ــ لا هذا غير صحيح، تدوير بقايا الدواجن من الدم والجلد والريش وتدويره يحكمه معياران ديني وصحي، الديني يحرم استخدام الدم كمأكل للحيوانات وبالتالي لا صحة لهذا الأمر.

• معالي الوزير، الدواجن لم تكن استثناءً نحن على أبواب الحج وسعر الخروف يصل إلى 1800 ريال لماذا؟

ــ الأغنام التي ترتفع أسعارها : الحري، النجدي، النعيمي، السلالات المحلية المرغوبة من قبل المواطن، هناك سلالات تأتي من الخارج لحمها جيد، كالبربري يعتقد الناس أنه طعام الفقراء، والأسترالي كان للصوف، والصومالي مهترئ، هذه أفكار قديمة ولدينا مواصفات وتحديد لأعمار الأغنام التي نستوردها، فلماذا المواطن والمستهلك يصر على نوعية معينة. والأسعار لن تنخفض ما لم نخفض الطلب عليها، ومتى ما خففنا الطلب يقل الاستهلاك وتنخفض الأسعار، الأسعار مرتفعة وكليو اللحم الواحد بلغ 100 ريال وارتفاع الأسعار غير مبرر.

• لماذا لا تتدخل الوزارة بقوة وحزم؟

ــ لا نستطيع فعل شيء، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال (اهجروا البضاعة هذه).

• هل تدعو إلى أن يتكتل المواطنون ويهجروا السلع؟

ــ لا.. لا نحن لا ندعو للتكتل نحن مع أن يبادر كل مواطن ولا يشتري السلع المرتفعة، الدجاج صحي وأقل سعراً، المفروض أن يتعامل المواطن مع كل من حوله من مؤثرات.

• هل هناك جهد لزيادة الإنتاج المحلي من الأغنام؟

ــ لدينا مشروع لتحسين السلالات الوراثية من الأغنام، وسننشئ مركزا في الخرج يختص بهذا الأمر ونتوقع أن يطلق الصندوق الزراعي مشروع (إكثار) ونتوقع خلال خمس سنوات أن يكون هناك تحسن في إنتاج الأغنام والضأن، وتكون هناك زيادة في المعروض وبالتالي تراجع في الأسعار.

• أسألك معالي الوزير عن أسعار الطماطم هل يعقل أن يبلغ سعر الكرتون 24 ريالاً كما حدث أخيراً؟

ــ بالتأكيد لا، ولكن في المقابل هل نرضى أن يخسر التاجر، تكاليف الإنتاج عالية والأسعار لا يمكن أن تنخفض ما لم يكن هناك إنتاج أوفر، الوزارة لديها أكثر من جهد محلي وعالمي لتحقيق الأمن الغذائي وستستثمر مع شركاء محليين في الزراعة في دول عدة مثل فيتنام وأثيوبيا والسودان وأوكرانيا وبالتالي تصدير المنتجات إلى المملكة.

• ولكن هل سينتظر المواطن كل هذه السنوات، الأسعار ترتفع بشكل جنوني وهذا ضد مصلحة المواطن؟

ــ نحن نعرف جيداً مصلحة المواطن، ونتقاضى رواتبنا كوزراء لخدمة المواطن، وإذا لم نخدم المواطن لا نستحق أن نبقى في كراسينا، أنت لا تملك وطنية أكثر مني، ومن لم يخدم المواطن لا يستحق أن يبقى في موقعه، والله العظيم يوم الاثنين مساءً بعد مجلس الوزراء نزلت إلى سوق البنقلة لأتفقد الأسعار، ووجدت الأمور جيدة، على المواطن أن يشتري نصف كيلو طماطم بدلاً من كرتون.

• هل ترى أن المواطن لم يبلغ درجة من الوعي؟

ــ المواطن السعودي، متفهم وواع، ولكن عليه أن يتخذ القرار المناسب، ولاحل لوقف ارتفاع أسعار الطماطم، واللحوم إلا بالاستيراد.